سياسة لبنانية

لقاء بعيد عن الأضواء بين عون ونصرالله

التقى العماد ميشال عون تباعاً، في إطار حركة سياسية ناشطة ومستجدة، وفي إطار عملية الفصل التي قررها بين موضوعي رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش، كلاً من الرئيس سعد الحريري والرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. وعلم أنه التقى بعيداً عن الأضواء السيد حسن نصرالله للبحث معه في مسألة تعيين قائد جديد للجيش وعدم التمديد للعماد جان قهوجي، هذه المسألة التي يعطيها عون أولوية مطلقة الى حد أنه بات يقدمها على انتخابات الرئاسة، ومستعد للسير في موقفه حتى النهاية ولو أدى الأمر الى اهتزاز وترنح الحكومة عبر مقاطعة جلساتها أو تعطيل قراراتها.
اللقاء بين عون ونصرالله لم يكن الملف الرئاسي هدفه لأن وجهات النظر في هذا الملف متفقة ولا مشكلة، وثقة كل طرف بالآخر هي ثقة راسخة وكاملة.
العماد عون يثق بحليفه حزب الله الذي صارحه منذ اللحظة الأولى: نريدك رئيساً للجمهورية، وسنقوم بكل ما يلزم لنجاح معركتك ولمنع أي نقاش أو تشويش، وسنرفض أي نقاش حولك، وسنحيل كل سائل إليك، ولك أنت وحدك القرار النهائي بالاستمرار في خوض المعركة أو التنحي لمصلحة آخر تختاره أنت. وما عليك القيام به هو السعي الى تكريس حضورك لدى الآخرين، ونحن نتفهم أي خطوة تقوم بها، تجاه كل قوى الطرف الآخر، بما فيها العواصم الإقليمية والدولية.
حزب الله، وكما تقول مصادر قريبة منه، لا يناور في مسألة ترشيح عون. وذات مرة قال السيد حسن نصرالله في مجلس مغلق إنه لا يتصرف في هذا الملف وفق حسابات تقليدية تقوم على المناورة واللعب بالأوراق، بل إنه شخصياً، ومعه حزب الله، في حالة ثقة تامة بأن العماد عون هو الرجل المناسب للرئاسة، وأن في مقدوره إدارة البلاد بطريقة تتيح استقراراً جدياً.
موضوع قيادة الجيش مسألة أخرى، إذ تدخل فيها حسابات استراتيجية – أمنية لها علاقة بالحرب على الإرهاب والوضع على الحدود اللبنانية – السورية (إضافة الى الاعتبارات والتوازنات السياسية والطائفية في ظل فراغ رئاسي وعدم وجود رئيس للجمهورية معني بموضوع قائد الجيش). ولذلك فإنه من المرجح جداً أن يذهب حزب الله في الموقف ذاته الذي ذهب إليه في التمديد الأول للعماد قهوجي. هذا الموقف الذي أدى الى امتعاض عون واهتزاز العلاقة معه (إضافة الى التمديد النيابي) قبل أن تعاود مسارها الطبيعي مع حكومة سلام…
وخلاصة موقف حزب الله أنه يؤيد عون في ما يطلبه ويريده من تعيينات أمنية، ولكن الخط الأحمر لديه هو عدم الوقوع في الفراغ على مستوى القيادات والمراكز الأمنية والعسكرية الأساسية ولا سيما قيادة الجيش… وبمعنى أنه إذا توافر توافق سياسي على تعيين قائد جديد للجيش فإن حزب الله لا يعترض على مثل هذا التعيين، أما إذا تعذر التوافق فإن حزب الله يؤيد التمديد لـ «قهوجي» من دون تردد إذا كان الخيار بين التمديد والفراغ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق