رئيسيسياسة عربية

هل يصبح «النمر» أبرز منافس للأسد؟

العقيد سهيل الحسن الملقب بـ «النمر» واحد من أبرز القادة العسكريين للنظام السوري في حربه ضد المعارضة والتنظيمات الإسلامية المسلحة في البلاد، ويعتبر من أكثر القادة المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد والمفضلين بينهم لديه. هذا العسكري الوفي للأسد بات أقرب شخصية في تاريخ النظام الذي أسسه حافظ الأسد قادراً على تسلق الهرم وربما حتى انتزاع كرسي الرئاسة، مستفيداً أيضاً من الثقة التي يحظى بها لدى إيران وروسيا.

يعتبر العقيد سهيل الحسن أو كما يعرف على أرض المعركة في سوريا بـ «النمر» من الشخصيات المحورية الصاعدة داخل الجهاز الأمني السوري، يعرف بشاربه البعثي الخفيف وقبعته المنحنية على جبينه، وعسكرياً يعتبر المهندس الأساسي في استراتيجية النظام السوري في ربيع 2013 ضد الثورة الشعبية والمعارضة.
حقق العقيد سهيل الحسن انتصارات عسكرية هامة أبرزها، رفع الحصار عن الأحياء الموالية في حلب واستعادة السيطرة على قراها بالشمال الشرقي، واسترجع مدينة مورك في ريف حماه في تشرين الأول (أكتوبر) بعد أن قصفتها طائرات النظام بالبراميل المتفجرة، والتي لها أهمية كبيرة بالنسبة الى الأسد حيث تستخدم كمنطقة لإطلاق الصواريخ نحو ريف إدلب.
وفي فيديو نادر، يظهر «النمر» على دراجة نارية عقب الهجوم على حقل الشاعر الغازي في حمص (غرب)، مرافقاً لأحد الجنود السوريين، هذا التسجيل تم نشره من قبل جهاز إعلامي تابع لـ «جيش النمر» وتم بثه عبر الإنترنت بعيد استرجاع الحقل الحيوي من تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يعتبر بالغ الأهمية لتغذية المناطق التي تخضع لسيطرة النظام ومنها العاصمة دمشق بالكهرباء.

جندي محبب أو تهديد للأسد؟
ينحدر العقيد سهيل الحسن أو «النمر» من مدينة (جبلة) ذات الغالبية العلوية تقع بالمنطقة الساحلية الواقعة إداريا في محافظة اللاذقية (شمال غرب). يعتبر «النمر» (44 عاماً) من القادة الذين أنقذوا الجيش السوري النظامي، لكن هل بات أكثر من مجرد عسكري مفضل ومحبب وله حظوة كما تصفه وسائل الإعلام الموالية، ليتحول إلى تهديد مباشر وفعلي لعرين الأسد نفسه كما يصفه إعلام المعارضة؟
ترى الصحافية السورية هالة قضماني في مقال نشرته جريدة «ليبراسيون» الفرنسية، أنه «في تاريخ النظام السوري لم يسبق أن حازت شخصية علوية بمثل مكانة النمر من حيث الفعالية والشعبية، وهو يمثل الأمل الوحيد لطائفته». كما يحظى باهتمام غير مسبوق على صفحات التواصل الاجتماعي وتحديداً فايسبوك، حيث بات يلقب بـ «بطل الفترة».

قائد ميداني!
يعرف عن العقيد سهيل حسن تضيف قضماني أنه عسكري يعشق الميدان ولا يغادر أرض المعركة، حتى أنه أقسم بعدم رؤية ابنه الوحيد البالغ (5 أعوام) إلا بعد تحقيق النصر الشامل، وهو دليل كما يرى محبوه على مدى إخلاصه للقضية البعثية.
نحيل الجسم ومستقيم القامة، خفيف الشعر والشارب، من أوائل خريجي الدفعة العسكرية لسنة 1991 من الكلية الحربية الجوية، يحمل بعضاً من أبرز سمات الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الأب الروحي للنظام الحالي. ويظهر «النمر» على أرض الميدان دائماً في صور وتسجيلات وسائل إعلام النظام، كما يصور أيضاً لدى نقله رسالة القيادة وتوجيهاتها إلى الجنود، يساند الجنود الجرحى ويرفع المعنويات كما يحرض على القتال من أجل سوريا.

إعدام  العسكريين المتهمين بـ «التعفيش»!
يعرف عن العقيد سهيل الحسن أنه صارم وملتزم تماما بنهجه العسكري، ومن الشخصيات التي تحارب أيضاً الفساد داخل الجيش وتحديداً وسط القوات التي تعمل تحت لوائه، لا بل ويقوم «النمر» بإعدام العسكريين المتهمين بـ «التعفيش» وهو مصطلح سوري يشير إلى أعمال النهب التي يقوم بها بعض العسكريين خلال اقتحام المنازل في المناطق التي تشهد قتالاً.
وباتت شعبية «النمر» العسكرية تصل إلى درجة أن العسكريين السوريين يحلمون بالقتال تحت لوائه وهو الذي بات يقود ما يلقب بـ «فرقة النصر المتجولة» إلى درجة أن فرقته العسكرية باتت تضم 80 ألف جندي كلهم يحظون براتب منتظم وتدريب عال وفقا لما قاله خبراء.

ما «يخشاه» الأسد!
لقد أصبحت شعبية العقيد «النمر» وظهور هذا الكم الهائل من الفيديوهات «المبجلة» له والأغاني التي تنشد له من قبل الموالين للنظام السوري، كفيلة بزرع الريبة والشك لدى الأسد حول طموحات شخصية باتت لمنافس له أقله داخل مؤسسة الجيش، ونقل مراسل اللاذقية في صحيفة القدس بلندن، عن جنود فرقة النمر العسكرية قولهم بأن «العقيد سهيل الحسن هو الخليفة المحتمل للرئيس السوري بشار الأسد في حال قرر التكشير عن أنيابه يوماً».
قوة «النمر» لا تنبع من الأسد وفقاً لجنوده بل من إيران وخصوصاً أن هذا البلد الحليف لسوريا يثق في العقيد الحسن بشكل كامل إلى جانب اهتمام من الطرف الروسي، لكن بين هذا وذاك، «النمر لا يزال العسكري الوفي أيضاً للدكتاتور السوري»، تختم صحيفة ليبراسيون.

فرانس 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق