أبرز الأخبارسياسة عربية

اندلاع «حرب الأعلام» الإسرائيلية الفلسطينية مع احتدام العنف

في أعقاب عنف استمر أسابيع في أجزاء مختلفة من إسرائيل والضفة الغربية، استهدف قوميون إسرائيليون العلم الفلسطيني بألوانه الأحمر والأخضر والأسود والأبيض في «حرب أعلام» متصاعدة تُبرز صراعاً من أجل الوضعية والهوية.
وبلغ الصراع ذروته في الأسبوع الماضي عندما اجتاز مشروع قانون يحظر رفع العلم الفلسطيني في المؤسسات الممولة من الدولة، ومن بينها الجامعات، قراءة أولى في البرلمان الإسرائيلي.
بالنسبة الى مؤيدي مشروع القانون، يعتبر رفع العلم الفلسطيني، الذي يمثل كياناً معادياً لدى بعض الإسرائيليين، استفزازاً. وبالنسبة الى كثير من الفلسطينيين في إسرائيل فإن مشروع القانون امتداد لما يرونه محاولات إسرائيلية لطمس هويتهم.
قال إيلي كوهين، عضو البرلمان الإسرائيلي عن حزب ليكود اليميني، والذي قدم مشروع القانون إلى الكنيست «يتعين على كل من يريد العيش في دولة إسرائيل، الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، احترام رموزها».
وأضاف «من يريدون الهوية الفلسطينية يمكنهم الانتقال إلى غزة أو الأردن».
ومعظم الأقلية العربية في إسرائيل هم أبناء وأحفاد فلسطينيين عاشوا تحت الحكم العثماني ثم الاحتلال البريطاني من بعده واستمروا على هذه الأرض التي صارت إسرائيل في عام 1948. وهم يشكلون حوالي 21 في المئة من السكان.
والكثيرون منهم يعتبرون هويتهم فلسطينية أيضاً، خصوصاً بعد أن أصدرت إسرائيل في عام 2018 قانون الدولة القومية الذي ينص على أن لليهود وحدهم حق تقرير المصير من نهر الأردن إلى البحر المتوسط.
قال أحمد الطيبي عضو الكنيست عن القائمة المشتركة، وهي ائتلاف من أحزاب عربية، إن الغرض من مشروع القانون الإسرائيلي «استهداف رمز وطني فلسطيني. استهداف الوطنية الفلسطينية».
وقال لرويترز «الشعب الفلسطيني سيستمر برفع العلم أينما كان».

«تجريم وجودنا»

لا يحظر القانون الإسرائيلي الأعلام الفلسطينية، لكن الشرطة والجيش لهما سلطة إزالتها في الحالات التي يقرر فيها أفراد الشرطة والجنود أنها تهدد النظام العام.
وفي الشهر الماضي، هاجمت الشرطة الإسرائيلية حاملي نعش الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة خلال جنازتها لنزع العلم الفلسطيني من على النعش وسط أجواء غضب شديد لمقتلها.
وبعد أيام، شارك عشرات الآلاف من القوميين الإسرائيليين في مسيرة رافعين الأعلام الإسرائيلية خارج بوابة دمشق في القدس، وهي منطقة يغلب العرب على سكانها، فيما اعتبره كثير من الفلسطينيين استفزازاً سافراً وهجوماً على هويتهم الفلسطينية.
وبلغت الشكوك بين مواطني إسرائيل اليهود والفلسطينيين ذروتها في أيار (مايو) من العام الماضي خلال حرب استمرت 11 يوماً بين إسرائيل وحماس التي تدير قطاع غزة، وهي حرب وقعت خلالها أحداث عنف بين الجانبين في أنحاء البلاد.
وخلال فترة الاستعداد لاقتراع في الأسبوع الماضي، نظم الطلاب الفلسطينيون وقفات احتجاجية في الجامعات الإسرائيلية في ذكرى النكبة التي اضطر فيها مئات الآلاف من الفلسطينيين لترك ديارهم في عام 1948 أو فروا من الحرب التي صاحبت قيام دولة إسرائيل.
وقال الفلسطيني هتاف الهزيل (23 عاماً) الذي يدرس علم النفس في جامعة بن غوريون بجنوب إسرائيل والذي شارك في وقفة احتجاجية «عندما يمنعون (العلم) ويتم تجريمه، يتم تجريم وجودنا».

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق