معارض

«لحظات ايطالية» لبسام لحود في اسواق بيروت

«لو لم يوجد الحب لما كان هناك صورة ولا معرض» هذا ما أكده المصور الفنان بسام لحود لـ «الاسبوع العربي» على هامش معرضه الاخير في صالة ذي فينيو في اسواق بيروت «لحظات ايطالية» الذي نظمته سوليدير بالتعاون مع السفارة الايطالية في بيروت. ذلك ان مجموعة صوره الـ 108 المعروضة والتي ستظل متاحة للجمهور لغاية 11 تشرين الاول (اكتوبر) عن ايطاليا والتي التقطها بين عامي 1975 و2005، لم تعكس وجهة نظره الخاصة وحسب بل وعاطفته ايضاً تجاه هذا البلد، علماً بأن الفنان اللبناني ليس مستقراً في ايطاليا وان كان يزورها باستمرار، طبعاً الى جانب بلدان كثيرة اخرى.

حين تتأمل صور بسام لحود لا بد ان تتوقف عند طبيعيتها وبساطتها وجماليتها الفنية وقدرة المصور الفنان وسرعة بديهته ودرجة احساسه، او بالاحرى سرعة عينيه في اصطياد اللحظة المناسبة لالتقاط الصورة ومن الزاوية الملائمة. وعن هذا الموضوع يقول بسام لحود انه لا يريد ان يسمى ولا ان يكون مصوراً محترفاً وربما لهذا لم يهتم يوماً بالبيع «انها بكل بساطة حكاية عشق وشغف» قال لنا، لا بل هي حالة يعيشها حين ينظر الى الصورة، ويمكن القول  انه احساس يرغب في ان ينقله الى الآخر. وعلى اي حال فان المصور والصورة يتوحدان في مرحلة معينة، وهناك تكامل تام بين الاثنين، ويمكن ان تتعرف الى اسلوب المصور من خلال مجموعة صوره دونما حاجة الى قراءة التوقيع، وهذه في الواقع قناعة بسام لحود.

 

اوجه روما
وبالعودة الى المعرض «لحظات ايطالية»، نرى انه يتضمن صوراً التقطت بين عامي 1975 و2005، تظهر الانسان في محيطه وتراثه. مما يجعله اشبه بالسيرة الذاتية المصورة، تبرز قسماً كبيراً من ايطاليا بتعدد اوجهها الثقافية من خلال رحلة في شوارعها والتفاعل مع سكانها الذين اصبحوا العامل الرئيسي في هذا المعرض.
ونتأمل في «لحظات ايطالية» صور اناس من مختلف الاعمار والاوساط الاجتماعية، من رجال ونساء وازواج وعمال واولاد وكبار السن وعائلات في اماكن مختلفة، بعض الصور التقطت بشكل عفوي مثل الصبيتين اللتين انشغلتا في وقت واحد بشريط حذائهن الرياضي امام نافورة المياه،او تلك الفتاة التي قلدت تمثال نابوليون بتحيته بحركة  عفوية امام تمثاله، وبعضها الآخر كان متعمداً مثل مشهد الثلج في روما، الا انّ جميعها تتميز بكونها طبيعية وبسيطة كما اسلفنا.

الصدفة والحدس
بسام لحود لم ينكر ان الصدفة والحدس ساعداه لناحية تواجده عن غير قصد في المكان الذي يحصل فيه الحدث، وهذا ما حصل معه غير مرة اي ان يذهب الى مكان ما ويصادف ان يكون الحدث يقع  في هذا المكان بالذات، ويقول: «حين قصدت كوبا في العام 2009 لم اكن اعلم انه سيصادف التوقيت العيد الخمسين للثورة، وحين صورت الثلج في روما عام 2005 كنت في فرنسا في الاونيسكو الا ان حدسي قادني الى روما».
ومما لا شك فيه ان بعض اللقطات تأخذ الزائر الى ما هو ابعد من حيث التأثير، الى جانب تسجيلنا براعة نادرة في التأليف والكادراج، تظهر جلية في بعض الصور كما في تمثال المزمار الذي ينفخ صوب الغيوم، وهنا نقصد ما هو ابعد: الناحية الفلسفية كما في صورة تمثال المرأة التي تغطي عريها بورقة التين، وما تحمله هذه الصورة من معان وكذلك كما في صورة  الفتاة التي تستقل القطار فيما نظرتها  تحمل الخوف والتحدي في الوقت عينه.

انا مصور ريبورتاج
اما عن عينه المتمرسة على اقتناص الفرص والمشاهد النادرة الاستثنائية، فعلق الفنان خلال الحوار انها نعمة بالنسبة اليه وهو الحشري بطبعه ابن الضيعة (عمشيت) المعتاد على الانتباه الى كل التفاصيل، موضحاً انه عمل طوال الوقت على تنميتها.
وعن تأثير خلفيته كمهندس معماري على فنه اكد ان لها كبير الاثر خصوصاً لناحية المنظور والحجم الى ما هنالك، ويشرح لـ «الاسبوع العربي»: «عندما اصور افكر باللقطة الصحافية او بتأثير الصورة كسبق صحافي، كوني اعمل صحافياً ايضاً واكتب واصور وافكر باخراج الصورة من ناحية الطول والعرض، كما واهتم في الوقت عينه باظهار التقنية لانني استاذ اعلم التصوير في الجامعة، كل ذلك يحصل تلقائياً لذا فان  بعضهم اسماني مصور المشاهد، وبعضهم الاخر رأى انني مصور الهندسة. اما انا فأشعر انني مصور ريبورتاج. المسألة ان الصورة تحمل جزءاً من كل شيء.

 

 

قوة المصور
يعتبر بسام لحود ان «الصورة توقف الوقت وتروي قصة قد لا تتكرر ثانية، وتكمن القوة بتجميد اللحظة ومطاردة الصور واظهار لحظات حاسمة» ويرى «ان المصور وراء آلة التصويرهو العامل الثابت الوحيد في الصورة، كوننا نكتشف نظرته من خلالها».
ولد في بيروت في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1951. تخرج من جامعة القديس يوسف في بيروت قسم الهندسة. تخصص في الترميم وتخطيط المدن في روما وفلورنسا، ثم تحول الى التصوير الفوتوغرافي وحصل على الماجستير من “”Click-Up School of Fashion Photography” في فلورنسا.
استاذ في كلية الهندسة المعمارية والتصميم في الجامعة اللبنانية الاميركية، مهندس معماري وصحافي ومصور وباحث، نشرت له مقالات عدة كما شارك في تأليف العديد من الكتب في الهندسة المعمارية، وفي ترميم وتعزيزالمواقع التاريخية وفي التصوير.
عرضت اعماله بين لبنان وتونس والولايات المتحدة وفرنسا وتشيكيا وسوريا والاردن والمانيا وبلغاريا ومقدونيا وقطر والامارات العربية المتحدة.

كوثر حنبوري

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق