اخبار النجوممهرجان

جان – ميشال جار وسحر الموسيقى والاضواء على ادراج بعلبك

تراقصت الأنغام الإلكترونية وأشعة أضواء الليزر الزاهية والأشكال المستقبلية في إطلالتها على الزينة الخلفية لقلعة بعلبك الرومانية الأثرية مساء السبت مع المؤلف الموسيقي الفرنسي جان – ميشال جار ضمن مهرجانات بعلبك الدولية.

وقدم «عراب الموسيقى الإلكترونية» العالمي جان – ميشال جار طوال ساعة ونصف على مدرجات معبد باخوس المهيبة، 20 معزوفة من ألبومه الجديد «قلب الضجيج» الذي أصدره خلال ربيع العام الحالي.
وتندرج هذه الحفلة ضمن جولة عالمية يقوم بها جار تحمل عنوان (إلكترونيكا تور) بدأها في حزيران (يونيو) الماضي في أسبانيا وأخذته إلى إيطاليا وسويسرا وفرنسا وبريطانيا وتنتهي في كانون الاول (ديسمبر) من العام الحالي في العاصمة الفرنسية باريس.
وجان ميشال جار مؤلف موسيقي ومؤد يعرف باستعراضاته غير التقليدية التي تقام في الهواء الطلق وتعتمد على أحدث أنماط التكنولوجيا وتمزج ما بين الأنغام الانتقائية واللعبة المرئية الباهظة الكلفة.
ولد جان ميشال جار عام 1948 في مدينة ليون الفرنسية ويعتبر من رواد الموسيقى الإلكترونية في العالم وقد ساهم بتطويرها وجعلها أكثر انفتاحاً على الأنماط الموسيقية الأخرى.
ويأتي هذا الألبوم الجديد ضمن مشروع ضخم وطموح أطلق عليه جار عنوان (ألكترونيك).

خمسة آلاف شخص في معبد باخوس الأثري
في بداية الحفلة الموسيقية في معبد باخوس الأثري جلس الجمهور الذي تعدى خمسة آلاف شخص بهدوء وسكينة يستمع بترقب إلى الموسيقى الخارجة عن نطاق التقاليد وأبدى انبهاره بأشعة الليزر التي اتخذت عشرات الأشكال الافتراضية.
وبدا جان – ميشال جار مرتاحاً في العزف والأداء ورافقه على خشبة المسرح موسيقيان فقط تناوبا على عزف العديد من الآلات المنبثقة من عالم الموسيقى الإلكترونية.
وما إن تخطى الجمهور ذهوله الأولي أمام ضخامة الاستعراض اتخذت الحفلة إيقاعاً جديداً صاخباً إذ غادر العشرات مقاعدهم واتجهوا إلى الشق الأمامي من المدرج ليتفاعلوا مباشرة مع جار.
كما رقص الآلاف على معظم المقطوعات التي تخللتها بعض الأعمال القديمة التي شكلت نقطة تحول في حياة جان – ميشال جار المهنية كما هتفوا اسمه مراراً ودعموا الإيقاع بالتصفيق القوي.
وأهدى جان – ميشال جار مقطوعة خاصة إلى لجنة مهرجانات بعلبك الدولية مثنياً على التنظيم المتقن وحسن الضيافة اللبنانية.
كما قدم مقطوعة تحمل اسم (انعدام الجاذبية) أشبه بتحية إلى صديقه رائد الفضاء الراحل رون ماكنير الذي قضى في حادثة مكوك «تشالينجر» الذي انفجر بعد ثوان من إقلاعه عام 1986.
وكان من المفترض أن يشارك رائد الفضاء رون ماكنير في إحدى حفلات جان – ميشال جار التي كان يقدمها في ولاية هيوستن في الولايات المتحدة في تلك السنة عازفا على آلة الساكسوفون وهو في الفضاء بيد أنه قضى في الحادثة التاريخية.

أضواء بأشكال غريبة حتى سماء بعلبك
وخلال العرض الضخم في بعلبك تداخلت الأضواء والدخان والأنغام في لحظة حوّل فيها جار أشعة الليزر المنبثقة من مقدمة خشبة المسرح إلى قيثارة عزف على أوتارها الافتراضية التي خيل إلى الحضور بأنها وصلت إلى سماء بعلبك.
وفي بعض اللحظات انتشرت الأضواء بأشكالها الغريبة بين الحضور بحيث تحولت سياجا زاهيا أحاط بهم من كل الزوايا.
وفي نهاية الحفل رفض الجمهور مغادرة الباحة الخارجية لمعبد باخوس وطالب بعودة الفنان الفرنسي بأصوات عالية.
ولبى جان ميشال جار الدعوة وقدم مقطوعة حماسية رقص على أنغامها الكبار والصغار.
وقبل أن يغادر الخشبة أكد جار أن حضوره إلى بعلبك المدينة التي تبعد كيلومترات عن جبهة الحرب المستمرة في سوريا منذ سنوات هو أكبر تأكيد على أن لبنان بلد أكثر من مؤهل لاستقبال أضخم الحفلات الموسيقية.
وتأتي احتفالات هذا العام في مهرجانات بعلبك الدولية في إطار العيد الستين للمهرجانات التي أسستها زلفا شمعون عقيلة رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق كميل شمعون عام 1956.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق