رئيسيسياسة عربية

الجيش السوري يدخل سراقب وواشنطن تصعّد ضد روسيا وتعرض المساعدة على تركيا

مجلس الامن يجتمع اليوم لبحث الوضع في ادلب

قال المرصد السوري وشهود يوم الأربعاء إن قوات الحكومة السورية دخلت مدينة سراقب في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد في مسعى جديد للرئيس بشار الأسد لاستعادة آخر معقل للمعارضة المسلحة.
وأضاف المرصد على موقعه الإلكتروني أن القوات الحكومية تمشط المدينة بعد فرار مقاتلي المعارضة في أعقاب القصف الجوي والبري المكثف على سراقب التي تبعد 15 كيلومتراً إلى الشرق من مدينة إدلب.
وقال شهود لرويترز إن مقاتلي المعارضة غادروا وإن القوات الحكومية تبسط سيطرتها على المدينة التي تقع عند ملتقى طريقين رئيسيين تسعى دمشق للسيطرة الكاملة عليهما.
وذكر التلفزيون الرسمي السوري يوم الأربعاء أن الطريقين أصبحا الآن في نطاق مرمى نيران القوات الحكومية.
وتسببت حملة الأسد لاستعادة محافظة إدلب، آخر معقل للمعارضة المسلحة في الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو تسع سنوات، في موجة نزوح جديدة لآلاف المدنيين صوب الحدود مع تركيا التي تدعم بعض الجماعات المسلحة في القتال ضد القوات السورية.
ويأتي تجدد القتال على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 12 كانون الثاني (يناير) بين تركيا وروسيا اللتين تدعم كل منهما طرفاً مختلفاً في الصراع السوري.
وأدى قصف قوات الحكومة السورية إلى مقتل ثمانية عسكريين أتراك يوم الاثنين مما دفع القوات التركية للرد.
وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء بطرد القوات السورية في إدلب ما لم تنسحب بحلول نهاية الشهر، في محاولة لوقف هجوم قال إنه تسبب في نزوح نحو مليون شخص.

أميركا تصعّد تحذيراتها لروسيا

وصعّدت الولايات المتحدة تحذيرها لروسيا في ما يتعلق بسياستها في سوريا وقالت إن موسكو تحاول تحدي وجودها في شمال شرق سوريا من خلال انتهاك شروط اتفاق منع الاشتباك كما تساعد في تصعيد القتال بمحافظة إدلب بشمال غرب سوريا.
وقال المبعوث الأميركي الخاص بسوريا جيمس جيفري يوم الأربعاء إن بلاده «تشعر بقلق بالغ» إزاء الهجوم الذي تشنه الحكومة السورية بدعم من روسيا في إدلب وطالب موسكو مجدداً بوقفه.
وأضاف «هذا صراع خطير يتعين وضع حد له، وعلى روسيا أن تغير سياساتها».
ودعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لعقد جلسة بمجلس الأمن الدولي يوم الخميس لبحث الوضع في إدلب.
وخفف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خططه لسحب قواته من سوريا بعد انتقادات في الكونغرس، وأبقى على حوالي 600 جندي معظمهم في شمال شرق سوريا لمواصلة قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
غير أن الولايات المتحدة ليس لها قوات على الأرض في شمال غرب سوريا ومن ثم ليس لها سيطرة تذكر هناك تمكّنها من فرض موقفها.
وتسارعت وتيرة العنف في إدلب في الشهور الأخيرة بالرغم من المساعي العديدة لوقف إطلاق النار، كان أحدها في كانون الثاني (يناير).
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود يوم الأربعاء إن قوات الحكومة السورية دخلت مدينة سراقب في إدلب في محاولة جديدة من الرئيس بشار الأسد لاستعادة آخر معقل للمعارضة المسلحة.
وقال جيفري «لا نرى ضلوع الروس وحسب في دعم الهجوم السوري، بل أيضاً الإيرانيين وحزب الله. لا نعلم إن كان الهجوم يهدف للسيطرة على الطريق إم4-إم5 فحسب، أم سيستمر لأبعد من هذا»، في إشارة إلى الطرق الاستراتيجية السريعة التي تربط حلب بحماة واللاذقية على ساحل البحر المتوسط.
وأضاف أن بإمكان موسكو أن تغير سياساتها وتلبي متطلبات المجتمع الدولي دون اطاحة الأسد. وقال «تلك المتطلبات ليست خارقة… هي تتطلب تغيراً في سلوك الحكومة (السورية). تلك الحكومة ما كانت لتبقى أسبوعاً واحداً لولا الدعم الروسي».
وقال جيفري إن هناك المزيد من الوقائع الدالة على انتهاك روسيا لشروط منع الاشتباك في شمال شرق سوريا، في ما وصفه بأنه محاولة لتحدي وجود الولايات المتحدة هناك.
وتابع قائلاً «حاولوا بضع مرات… التعمق داخل المنطقة التي نوجد فيها نحن وقوات سوريا الديمقراطية داخل الخطوط الرئيسية التي رسمناها. تلك هي المرات التي تقلقني».
وأضاف أن هذه المرات ليست كثيرة، لكنها آخذة في التصاعد. وقال «هذا مثير للقلق»، ودعا موسكو إلى الالتزام التام باتفاقات منع الاشتباك المبرمة مع الولايات المتحدة.

عرض المساعدة على تركيا

وعرضت الولايات المتحدة الأربعاء تقديم المساعدة لتركيا وأثارت من جهة ثانية تهديدات بفرض عقوبات في محاولة منها لدفع النظام السوري وحليفته روسيا إلى إنهاء الهجوم في محافظة إدلب.
وقال الموفد الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري إنه «قلق جداً جداً» إزاء «النزاع الخطير للغاية» في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا. وقال لصحافيين «نحن ندرس فرض عقوبات جديدة»، من دون أن يحدد الجهات التي ستكون مستهدفة لكنه لمح إلى انها قد تكون في سوريا.
وبحسب جيفري فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتمتع، بموجب مرسوم رئاسي اعتُمد العام الماضي، بسلطة فرض عقوبات على «الأشخاص الذين لا يدعمون العملية السياسية، وخصوصاً وقف إطلاق النار». وقال جيفري «لذلك نحن ننظر في ما يمكننا القيام به حيال ذلك. ونحن نسأل الأتراك كيف يمكننا مساعدتهم».
وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء تأييدها لتركيا، حليفتها في حلف شمال الأطلسي، في ردها على القصف المدفعي السوري لمواقع تركية في شمال غرب سوريا.
ووصف وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو القصف السوري لمواقع تركية في محافظة ادلب بأنه «تصعيد خطير» وقال إن المسؤولين الأميركيين «يدعمون في شكل تام اعمال الدفاع عن النفس المبررة» التي قامت بها تركيا رداً على القصف.
ويخشى أن يؤدي التصعيد بين أنقرة ودمشق بعد تبادل لإطلاق النار خلف أكثر من 20 قتيلاً الإثنين إلى تدهور أكبر للوضع المضطرب في محافظة إدلب التي تتعرض لتصعيد عسكري دفع نصف مليون مدني إلى النزوح في الشهرين الماضيين.

رويترز/ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق