رئيسي

الأمم المتحدة تكشف حقيقة صورة «مروان» الطفل السوري الضائع في الصحراء

بعد انتشارها الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تدخلت الأمم المتحدة مساء الثلاثاء لتوضح حقيقة الصور المتناقلة حول الطفل «مروان» الذي يبلغ من العمر أربع سنوات، بعدما قيل انه فر بمفرده من سوريا ووصل الى الأردن بعدما تاه في الصحراء وحيداً، فأوضحت أن الطفل كان برفقة أسرته ومجموعة من النازحين، وقد انفصل عنها لفترة.
واوردت شبكة CNN نقلاً عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن، أن الطفل عاد واجتمع بأسرته بعد وصول النازحين إلى الأراضي الأردنية، وقد تسلمته والدته بعد وقت قصير على التقاط الصورة
.
وكان فريق من عاملي الإغاثة قد عثر على «مروان» الذي كان يسير ببطء خلف مجموعة النازحين، وقد عرضت المفوضية الدولية مجموعة أخرى من الصور الخاصة بالنازحين تؤكد صحة روايتها، إذ ظهر أن مروان لم يكن
بمفرده، بل تأخر عن ركب الباقين.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتشتت فيها شمل العائلات خلال النزوح الجماعي من المدن والقرى المعرضة للقصف وأعمال العنف، ومن شأن اتضاح حقيقة صورة «مروان» بعد انتشارها الواسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي إظهار مدى المعاناة التي يتعرض لها الأطفال في ميادين الحروب.
وحول قصة صورة الطفل مروان روى مندوب «بي بي سي»: «أحداث تتكرر كل يوم عند المعابر الحدودية خارج سوريا، لكنها كانت بالنسبة الى الطفل مروان البالغ من العمر أربع سنوات مرعبة».
افترق مروان مؤقتاً عن أسرته عند أحد المعابر الحدودية السورية مع الأردن يوم الأحد، وعثر عليه فريق تابع للمفوضة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وأذكت صورة نشرها أندرو هاربر، ممثل المفوضية لدى الأردن، على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حالة من الانزعاج لدى الكثيرين من المستخدمين، وسرعان ما انتشر تداولها على نطاق واسع على صحفات الإنترنت.
وقال هاربر إن الأمر لم يكن استثنائياً في ظل حالة «الفوضى والارتباك» التي تسود عند المعابر الحدودية للاجئين. وأضاف أن معظم اللاجئين تتصدرهم أمهات معهن العديد من الأطفال وجميع متعلقاتهن خارج سوريا.
وعندما تفتح بوابات المعابر يحدث تدافع بين اللاجئين مما يفضي إلى افتراق أطفال عن أسرهم يومياً.
وقال هاربر إنه بعد عشر دقائق من التقاط الصورة أعيد لم شمل مروان مع أمه.
ونشر هاربر يوم الثلاثاء صورة أخرى على موقع التواصل الاجتماعي تويتر تظهر مروان في مؤخرة مجموعة اللاجئين عندما عثر عليه فريق المفوضية الأممية.
وعلق هاربر «افترق (مروان) عن أسرته – ليس وحده».
ويمثل عبور الحدود وقتاً عصيباً بالنسبة الى الأطفال وأسرهم، فهو بمثابة صدمة أخرى في رحلة شاقة بعيداً عن حياة دمرها الصراع في سوريا، يبحثون عن مستقبل مجهول كلاجئين في أرض أجنبية.
وأضاف هاربر أن معظم اللاجئين الذين يعبرون الحدود يأتون من حمص والقريتين كما هو الحال بالنسبة الى مروان على الأرجح.
كان مروان من بين نحو ألف شخص عبروا الحدود إلى الأردن في اليوم عينه. ويوجد الآن نحو 600 ألف لاجىء سوري مسجلين لدى المفوضة العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن، وهم جزء من نحو 2،4 مليون لاجىء موزعين في شتى أرجاء المنطقة بأكملها.
وليس واضحاً ما هو المستقبل الذي ينتظر الصغير مروان، غير أن الشعور الذي يطغى على الأطفال اللاجئين بمجرد عبورهم الحدود، هي الأمل والتطلع إلى مستقبل أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق