رئيسي

ليبيا: شيوخ القبائل يدخلون على الخط وتحالف «حفتر والنظامي» يتقدم في بنغازي

يبدو ان تأكيدات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بجاهزية خطته واستكال استعداداته لاجتياح بنغازي وهزيمة خصومه الاسلاميين، لم تكن ضرباً من الخيال، وانها تستند الى معطيات واقعية.

الدليل على ذلك ما حدث على الارض، حيث نجح التحالف القائم بين اللواء حفتر و«بقايا» الجيش النظامي في تشكيل قوة على الارض، وحظيت بدعم خارجي وداخلي مكن التحالف الجديد من اثبات وجوده على الارض. فمن جهة، الحق خسائر كبيرة في صفوف الطرف الآخر. ومن جهة ثانية، نجح في تحرير مساحات من الارض.
ميدانياً، نفذت وحدات من الجيش النظامي الليبي معززة بمسلحين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر عمليات دهم واسعة استهدفت منازل عدد من قادة الميليشيات المسلحة في مدينة بنغازي.
وكانت النتيجة مقتل 29 شخصاً – الخميس الفائت – في مواجهات واعمال عنف متفرقة في بنغازي ما يرفع حصيلة الضحايا في هذه المدينة منذ اسبوع الى 149 قتيلاً على الاقل.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش النظامي الليبي إن وحدات من الجيش النظامي الليبي معززة بمقاتلين من غرفة عمليات الكرامة بقيادة اللواء خليفة حفتر نفذت عمليات دهم واسعة النطاق على بيوت من قادة الميليشيات المسلحة في مدينة بنغازي.
وأضاف العقيد أحمد المسماري ان الجيش وجد ترسانات من الأسلحة والذخائر في بيت وسام بن حميد قائد ما يعرف بالقوة الأولى للواء درع ليبيا في المنطقة الشرقية في منطقة الكويفة الواقعة في المدخل الشرقي لمدينة بنغازي.

ترسانة اسلحة
وتابع أن ترسانة أخرى من الأسلحة والذخائر وجدت في بيت أحمد العقيلي القيادي في أنصار الشريعة في منطقة أرض أزواوة وسط منطقة بنغازي.
وقال شهود عيان إن الجيش والمسلحين الموالين للواء حفتر اشتبكوا مع قادة إسلاميين في الشريط الساحلي لمدينة بنغازي في مناطق عدة هي الكويفية وبودزيرة وأرض أزواوة مع كل من آل بن حميد وآل الشقعابي وآل العقيلي تباعاً.
وافادت التقارير أنه تم هدم منزل بن حميد، وحرق منزل العقيلي في أرض أزواوة بعد اشتباكات دامت أكثر من عشر ساعات بمشاركة المسلحين الموالين للواء حفتر في مناطق الوحيشي وشارع سوريا وسيدي يونس وأرض أزواوة وسط المدينة بعد إخراج العديد من الأسلحة والذخائر منه.
وأكد المصدر العسكري والشهود أن بيت محمد العريبي الشهير ب(بوكا) قائد ما يعرف بالقوة الثانية للواء درع ليبيا في المنطقة الشرقية تم هدمه الأربعاء بعد عملية دهم نفذت حياله.
وشن الطيران الحربي الموالي للواء خليفة حفتر غارات جوية على مواقع عدة بمنطقة بودزيرة والكويفية تم التصدي لها بالمضادات فيما اندلعت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة تواصلت لساعات.
ووفقاً لمصدر طبي فإن عمليات الدهم هذه والاشتباكات التي يخوضها الجيش في المدخل الغربي لمدينة بنغازي إضافة إلى اعمال عنف متفرقة أوقعت الخميس 29 قتيلاً.
وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي إن المركز استقبل الخميس 19 قتيلاً بينهم اربعة مجهولي الهوية وضابط في اللواء 204 دبابات التابع للجيش إضافة إلى قيادي إسلامي في أنصار الشريعة.
وأضاف أن بقية القتلى فارقوا الحياة نتيجة إصابتهم في اشتباكات أرض أزواوة وبودزيرة وأعمال إعدام نفذت خارج إطار القانون وإصابات بالرصاص الطائش.

اشتباكات وقتلى
وقال مصدر طبي إن عشرة قتلى على الأقل جراء الاشتباكات تلقاها مستشفى الكويفية المتخصص في الأمراض الصدرية لقربه من مواقع الاشتباكات التي دارت في بودزيرة.
ومساء الأربعاء، تقدمت وحدات من الجيش النظامي الليبي معززة بمسلحين موالين لحفتر إلى منطقة حي السلام شمال شرق وسط بنغازي للمرة الأولى منذ بدء الهجوم الذي يشنه حفتر في المدينة منذ الاربعاء الماضي على الميليشيات الاسلامية.
ويشارك مدنيون مسلحون إلى جانب قوات حفتر في الهجوم الجديد لاستعادة بنغازي التي سقطت في تموز (يوليو) الماضي بايدي ميليشيات إسلامية بينها جماعة أنصار الشريعة المتشددة.
ويتمركز الجيش عند تخوم بنغازي الشرقية والجنوبية والغربية لكنه يتخذ من مرتفعات بنينا حيث مطار بنغازي والرجمة الواقعان في الضاحية الجنوبية الشرقية للمدينة مركزاً للقيادة وحيث غرفة العمليات الرئيسة لعملية الكرامة، بعد خسارته لمواقع عدة هامة في المدينة خلال المعارك مع الإسلاميين.
ومنذ الأربعاء تخوض الكتيبة 21 في القوات الخاصة (الصاعقة) واللواء 204 دبابات التابعان للجيش النظامي اشتباكات طاحنة وحرب شوارع مع الميليشيات الإسلامية خصوصا في كتيبة شهداء 17 فبراير.
وهاتان الوحدتان العسكريتان هما ما تبقى من وحدات عسكرية في بنغازي بعد هجوم حفتر الأول، وتشاركان في الهجوم الثاني ضد الميليشيات الإسلامية في مناطق غرب بنغازي ومدخلها الغربي.

نداء عاجل للجيش
في سياق مواز، طالبت القيادة العامة للجيش  الليبي في نداء عاجل أولياء الأمور وشيوخ القبائل بتسليم أبنائهم الذين شاركوا في عمليات إرهابية ضد الليبيين، وتقديمهم  إلى وحدات الجيش الوطني للتحفظ عليهم وإحالتهم إلى العدالة، بدلاً من  ملاحقتهم وقتلهم على أيدي الجيش أو أولياء الدم في حالة عدم استجابتهم  لهذا النداء.
وقال البيان الذي ألقاه الرائد محمد الحجازي الناطق باسم قيادة الجيش  الليبي إنه تم تشكيل وحدات خاصة ستداهم المنازل والمخابىء المتواجدين فيها.
وأوضح أن المعلومات المتوفرة لديهم تفيد بهروب أغلب قادتهم من ليبيا  والبعض حاولوا اللجوء السياسي، والمتبقي منهم سيكونون مضطرين إلى الهروب عبر  البحر أو تائهين في الصحراء في حالة عدم تسليم انفسهم، وأن دول الجوار  والعالم ستساعدهم في القبض عليهم حيث أن وسائل الاستطلاع الحديثة قادرة  على تحديد أماكنهم. يذكر أن الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر القائد السابق  للقوات البرية الليبية يقود عملية الكرامة منذ منتصف شهر أيار (مايو) الماضي لتطهير البلاد من المتطرفين. من جهته اتهم رئيس مجلس النواب (البرلمان)  الليبي، عقيلة صالح، تركيا وقطر والسودان بدعم جماعات معينة في بلاده  فيما قدم الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدعمه لليبيا.

بنغازي – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق