متفرقاتمن هنا وهناك

عروض كرنفال ريو دي جانيرو تنطلق على انغام السامبا والمراهم المضادة للـ «زيكا

لم تمنع عدوى زيكا الفيروسية، التي تمثل اسوأ مخاوف صحية في التاريخ الحديث، البرازيليين من المشاركة في الكرنفال السنوي حيث تدفق ملايين المشاركين إلى الشوارع وسخر البعض من البعوضة التي تنقل الفيروس وغيره من الفيروسات.

بدأت مساء الاحد عروض مدارس السامبا على جادة سامبودرومو الشهيرة في ريو دي جانيرو مع تصميم على عدم جعل البعوض الحامل لفيروس زيكا يفسد فرحة اكبر استعراض عالمي في الهواء الطلق.
وتواصلت عروض الكرنفال من مواكب وحفلات في الشوارع والعروض التلفزيونية باهظة التكاليف والتي تمثل السمات الاساسية للاحتفال الذي انطلق يومه الثاني يوم الأحد رغم أن مسؤولي الصحة في البرازيل ما زالوا يكافحون تفشياً ربما يكون قد أصاب نحو 1،5 مليون شخص وقد تكون له صلة بتشوهات في أكثر من 4000 من حديثي الولادة والأجنة.
ويواصل كرنفال ريو دي جانيرو احتفالاته متجاهلاً التحذيرات من ان فيروس زيكا الذي ينقله بعوض من نوع «اييديس ايجيبتي» رصد في لعاب وبول ودم والحيوان المنوي لبعض المرضى مع انه لم يثبت علمياً ان عدواه تنتقل عبر هذه السوائل العضوية.
وانطلقت عروض ستة من اصل 12 مدرسة كبيرة للسامبا في ريو امام 70 الف متفرج لتتنافس على لقب «بطلة كرنفال 2016» العريق.
ويبدو ان الكثير من المشاركين طلوا اجسامهم بمرهم مضاد للبعوض تضاعفت مبيعاته ثماني مرات مقارنة بالعام الماضي على ما ذكرت لوكالة فرانس برس ناطقة باسم مختبرات «اوسلر» التي تنتج هذا النوع من المراهم.
ولا يبدو الهم من فيروس زيكا الذي يتصدر اخبار الصحف العالمية على غالبية المشاركين الخمسة ملايين في الكرنفال وبينهم مليون سائح تقريباً. وهم ينزلون الى الشوارع على انغام السامبا في اطار عروض «بلوكو» الشعبية في الشوارع.
الا ان السلطات البلدية فضلت عدم المخاطرة فارسلت نحو 15 عاملاً صحياً من اجهزتها قبل عشرة ايام الى جادة سامبودرومو حيث رشوا الشارع الممتد على 700 متر والمدرجات فيه بالمبيدات لازالة اي بؤر لانتشار هذا البعوض الذي ينقل ايضاً عدوى حمى الضنك والحمى الصفراء وفيروس شيكونغونيا.
وحل الكرنفال هذه السنة وسط انتشار كثيف للفيروس الذي لا يسبب في 80% من الحالات اي اعراض لكنه مرتبط بارتفاع كبير في حالات مرض الصعل (صغر الجمجمة) لدى الاطفال الذي يولدون من ام اصيبت يفيروس زيكا في بدايات الحمل.
وتواجه العروض ايضاً مشاكل بسبب الانكماش الاقتصادي وقد اضطرت الى الاقتصاد بسبب تراجع الاطراف الراعية. وبلغت الازمة حداً اضطرت فيه 48 مدينة الى الغاء كرنفالها المحلي وقد اقدم بعضها على هذه الخطوة لتحويل الاموال لمكافحة البعوض المسؤول عن فيروس زيكا.

تمويل اقل
وتراجع عدد الاطراف الراعية وواجه المشاركون في العروض صعوبات في شراء اللوازم بسبب ارتفاع سعر الدولار الذي لجم صادرات الاقمشة من الصين خصوصاً وهي اساسية في صناعة العربات والازياء.
وتنفق كل مدرسة 12 الى 15 مليون ريال (2،6 الى 3،3 مليون يورو) على عرضها تمول جزءاً منها البلدية والشركات الخاصة فضلاً عن بعض الاوساط المافيوية الناشطة في مجال الالعاب غير الشرعية.
وتوقفت السلطات المحلية العام الماضي عن تمويل المدارس فيما خفضت شركة «بيتروبراس» النفطية الوطنية الضالعة في فضيحة فساد كبيرة، بشكل كبير من مساهماتها.
فحتى العرض الذي يحتفي بدورة الالعاب الاولمبية التي تنطلق في ريو بعد ستة اشهر وهو من تنظيم مدرسة اونياو دي اليا، لم يتلق اي تمويل من المنظمين.
وقال مدير العرض باوو منيسيس لوكالة فرانس برس «بدأنا العمل على وعد بالحصول على تمويل لم يتبلور ابداً».
واحتفى العرض الاول هذه السنة مساء الاحد بالقديس جورج شفيع ريو دي جانيرو غير الرسمي وهو حامي عناصر الشرطة واللصوص والعاملين في الليل. ويلي هذا العرض لمدرسة ايستاسيو دي سا، خمسة عروض اخرى.
وتكرم بعض هذه العروض نجوم كرة القدم من امثال نيمار واللاعب الاسطوري بيليه.
وتنتهي الليلة الاولى من العروض فجراً فيما تقوم ست مدارس اخرى بعروضها مساء الاثنين.
وقالت جوليانا اروجو وهي معلمة تبلغ من العمر 48 عاماً خلال مشاركتها في حفل في أحد شوارع ريو دي جانيرو «إنه (زيكا) يمثل واحداً من اشياء عدة مثيرة للقلق» حيث بدت مشكلات اخرى مثل الركود الاقتصادي واتخاذ اجراءات لعزل رئيسة البرازيل أقل حدة.
وأضافت أن الاخبار التي ظهرت مؤخرا بأنه تم اكتشاف اثار لفيروس زيكا في الدم واللعاب والسوائل الجسدية الاخرى للمرضى المعروف اصابتهم بالفيروس لن تؤثر كثيراً على مهرجان يشهد اقامة علاقات جنسية عابرة.
وقالت «الناس لن يتوقفوا عن المرح وممارسة الجنس».
وينتهي المهرجان رسمياً يوم الأربعاء.

أ ف ب/رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق