سياسة لبنانيةلبنانيات

نجحت الوساطات وازيلت العقبات وتشكيل الحكومة خلال ايام قليلة

اسقاط الموازنة في المجلس النيابي يؤكد ان المعارضة اذا تضامنت حققت اهدافها

اقفل الاسبوع على سلسلة احداث لعل اهمها ظهور بوادر احتمال تشكيل حكومة جديدة، تنهي هذا الجدل الدستوري القائم حول شرعية حكومة تصريف الاعمال، بشأن تسلم سلطات رئيس الجمهورية في حال عدم التوصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية والدخول في فراغ، وهذا ما اعتاد عليه لبنان مرات عدة في الفترة الاخيرة.
فبعد تصريح الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عقب لقائه الاخير مع رئيس الجمهورية ميشال عون، والذي قال فيه انه في المرة المقبلة سينام في القصر، ولن يغادره الا بعد تشكيل الحكومة، اعلن الامين العام لحزب الله في اطلالته الاخيرة، انه يأمل بتشكيل حكومة جديدة قبل نهاية المدة المحددة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وربما خلال الايام المقبلة. وقال ان الوضع يستوجب تنازلات من قبل الطرفين لانجاز هذا الاستحقاق. وتقول مصادر سياسية مطلعة ان الامين العام للحزب قد يكون دخل على الخط وقام بوساطة لتقريب وجهات النظر، وهذا ما قد يثمر اتفاقاً. وعلم ان الحل المطروح، تعويم الحكومة الحالية مع ادخال تعديلات طفيفة عليها تتمثل بخروج وزير المهجرين عصام شرف الدين وربما وزير الاقتصاد امين سلام وتعيين شخصين بديلين عنهما، والمهم ان تسير الامور الى خواتيمها السعيدة.
في هذا الوقت تتجه الانظار الى انتخابات رئاسة الجمهورية وتتواصل زيارات نواب التغيير الى مختلف الكتل النيابية لشرح برنامجهم للرئيس الجديد والمواصفات التي يجب ان يتحلى بها. وتبين بنتيجة هذه اللقاءات ان وجهات النظر متقاربة في اغلب النقاط وان الاتفاق بين الكتل ممكن اذا بقي الاستحقاق لبنانياً، دون دخول اطراف خارجية على الخط. واعلن النائب التغييري وضاح الصادق بعد لقاء نواب التغيير بحزب القوات اللبنانية ان الاهتمام سينتقل في الاسبوع الطالع الى الاسماء.
الحدث الثاني البارز تمثل في اسقاط موازنة العام 2022 بعد تطيير جلسة مجلس النواب المخصصة للتصويت على الموازنة واضطرار رئيس المجلس نبيه بري الى ارجاء الموعد الى السادس والعشرين من الشهر الحالي، بعد عودة الرئيس ميقاتي من الامم المتحدة حيث سيلقي كلمة لبنان في الجمعية العامة. كما تردد انه قد يجتمع بوزير خارجية الولايات المتحدة، انطوني بلينكن. وفي هذا الاطار نقلت الانباء التي لم يؤكدها اي مصدر رسمي، ان اجتماعاً ثلاثياً يضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية سيعقد في نيويورك على هامش اجتماعات الامم المتحدة وسيتناول البحث انتخاب رئيس جديد في لبنان مع رفض مطلق للفراغ. واصرار على مغادرة الرئيس عون قصر بعبدا، بعد انتهاء ولايته. وامس قالت مساعدة وزير الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة ستضغط على السياسيين اللبنانيين للقيام بواجبهم وانتخاب رئيس.
اسقاط الموازنة كانت له دلالات مهمة، اذ اظهرت المعارضة انها اذا تضامنت ووحدت كلمتها، يمكنها ان تصل الى تحقيق اهدافها. ولكن هل ان اسقاط الموازنة كان قراراً صائباً؟ بالطبع نعم يقول الخبراء، اولاً لانها اصبحت بلا فائدة بعد انقضاء القسم الاكبر من السنة. ثم ان هذه الموازنة كانت خالية من اي تقديمات وهي باختصار موازنة فرض الرسوم والضرائب على الشعب، الذي اصبح بلا غطاء بعدما تخلت الحكومة عن مسؤولياتها تجاهه، وبات همها الوحيد انتزاع اخر ليرة في جيوبه الممزقة. وقد ساهمت في تدابيرها وقراراتها العشوائية، في ارتفاع سعر صرف الدولار، الى حدود قياسية اطاحت اسعار المواد الغذائية والمعيشية وجعلت حياة المواطنين مستحيلة. كل ذلك لم يحرك ضمائر المسؤولين للتطلع الى الشعب الذي يحكمون باسمه ويتحكمون به. ان زيارة واحدة الى المتاجر تكشف عن حجم الكارثة الحقيقية التي باتت تتهدد المواطنين، وهي في الوقت عينه تؤسس لانفجار كبير قد يطيح الجميع وكل ما يعترض طريقه.
قد يسأل البعض عن سبب تأخر هذا الانفجار؟ والجواب معروف ان معظم شباب لبنان الذين يفترض فيهم التحرك هجرتهم المنظومة واصبحوا خارج الوطن ولم يبق في الساحة سوى كبار السن والعاجزين عن الهجرة. قد يكون الدولار اصبح اقوى من المسؤولين ولجمه بات شبه متعذر على الحكومة، التي لا خطط اصلاحية لها، سوى بالتصريحات. اشهر طويلة انقضت على وعد صندوق النقد الدولي بالاصلاح وتطيير مواعيد عديدة حددت لهذا الغرض، والاصلاح في خبر كان. فعلى من نعتمد ولبنان يعيش العتمة الشاملة منذ شهر ولا من يتحرك ولا من يسأل. ولو ان وزارة الطاقة نفذت المطلوب منها لعاد التيار الى المنازل، ولكن الامل مفقود مع حكومة «الانقاذ» التي تحولت الى حكومة تعطيل وتفعيلها وتعديلها لن يبدل شيئاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق