رئيسيسياسة عربية

59 بالمائة نسبة المشاركة: حملة السبسي تعلن فوزه، وانصار المرزوقي يحتجون

هدوء، لكنه «مشوب بالحذر». ولم يكن يخلو من مخالفات وتوترات شابت المشهد الانتخابي العام. فقد اختتم التونسيون ماراثونهم الانتخابي وصولاً الى نهاية المضمار، وسط تأكيدات اقليمية ودولية بنجاح التجربة التونسية التي طبقت فرضية تتمثل بان التنافس لا يمكن ان يكون نقيضاً للديمقراطية.

فالشعار الذي كان مرفوعاً من قبل المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، ركز على فرضية تتمثل بان التنافس يبقى مستمراً الى ان تظهر النتائج. وعندها يقوم الخاسر بتهنئة الفائز ووعده بان يقدم له الدعم. وهي الروحية التي ليست موجودة في العديد من الدول العربية. كما انها ليست موجودة اصلاً في دول الربيع العربي.
الانتخابات التي جرت في اجواء تنافس حاد، والتي عكر صفوها مواجهات بين قوات الامن وخارجين على القانون اسفرت عن مقتل احد الاشخاص، شهدت ترتيبات امنية مكثفة، حيث تم نشر مائة الف عسكري من اجل الحفاظ على امن الناخبين.
وقدر مراقبون مستوى الالتزام بالامن والحفاظ عليه، وعلى النظام العام بالدرجة المرتفعة.

فرز الاصوات
فبعد اغلاق صناديق الاقتراع، بدأت عملية فرز الأصوات، وسارعت حملة المرشح الباجي قائد السبسي إلى إعلان تقدمه على منافسه المنصف المرزوقي الذي قالت حملته إن الفارق بين المتنافسين قد يكون بضعة آلاف فقط.
وأغلقت مراكز الاقتراع في كل المحافظات في السادسة مساء، وبدأ على الفور فرز الأصوات في مكاتب الاقتراع ليتم لاحقاً تجميع النتائج في مراكز المحافظات، ثم في مقر الهيئة المستقلة للانتخابات بالعاصمة.
وبعيد انتهاء عمليات التصويت مباشرة، أعلن محسن مرزوق – مدير حملة السبسي  في مؤتمر صحفي- تقدم مرشح حزب نداء تونس – الفائز في الانتخابات التشريعة الماضية- على منافسه المرشح المستقل المنصف المرزوقي.
وتحدث مرزوق عن «مؤشرات» على تقدم السبسي دون تقديم أرقام. من جهته قال عدنان منصر – مدير حملة المرزوقي – إنه لا أساس من الصحة لإعلان مرزوق عن تقدم السبسي، وأضاف أن الفارق في الأصوات التي حصل عليها كلا المرشحين قد يكون بضعة آلاف، مؤكداً أن الحملة ستهنىء السبسي في حال تأكد فوزه.
وحذر منصور من نشر نتائج سبر الأراء في وسائل الإعلام خشية أن تكون الغاية منها «فرض أمر واقع»، وتحدث عن إقبال كثيف للناخبين في الساعتين الأخيرتين من الاقتراع، ما يعني أن الاستطلاعات قد لا تأخذ في الاعتبار هذا الإقبال المتأخر.
وفي السياق عينه، أفادت مؤشرات أولية خاصة استناداً إلى مصادر معنية بإحصاء الأصوات وسبر الآراء ومصادر سياسية رفيعة المستوى أن الفارق بين المترشحين «ضئيل» مما يجعل «من الصعب الجزم بشكل قاطع بفوز أي منهما».

نسبة الاقبال
وذكرت الهيئة المستقلة للانتخابات أن نسبة الإقبال داخل تونس بلغت 59%، و27% في الخارج. وكان إقبال الناخبين على مكاتب الاقتراع بدا متوسطاً أو ضعيفاً في الساعات الأولى من الاقتراع وسط حضور ضعيف للشباب، قبل أن يزداد عدد المصوتين.
وفتح نحو 11 ألف مكتب اقتراع في الداخل في الثامنة صباحاً بتوقيت تونس حتى السادسة مساء. ودعي 5،3 ملايين تونسي – بينهم 390 ألفاً في الخارج – للتصويت في هذه الانتخابات الأولى المباشرة بعد ثورة 17 كانون الأول (ديسمبر) 2010.
ومع انتهاء التصويت اتهمت حملة المرزوقي حملة السبسي بارتكاب مئات التجاوزات. وقال مدير حملة المرزوقي إن حملة المرشح المنافس ارتكبت تلك التجاوزات بطريقة تصاعدية بدءاً من الثالثة ظهراً أي قبل ثلاث ساعات من انتهاء الاقتراع.
وأضاف منصور أن المخالفات التي ارتكبتها حملة السسبسي كانت تصاعدية من حيث النوعية وكذلك من حيث توزعها على المحافظات، مشيراً إلى أن حملة المرزوقي وجهت ملاحظات بهذا الشأن إلى هيئة الانتخابات.
وكان رئيس الهيئة شفيق صرصار أقر في وقت سابق اليوم بحدوث تجاوزات وأخطاء، وقال إن التجاوزات ستحال إلى القضاء.

تونس – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق