سياسة لبنانيةلبنانيات

لماذا اقفلت محطات الوقود ولماذا ارتفع وبقوة سعر صرف الدولار

تحرك المافيات والمحتكرين يهدف الى ضرب اي خطوة نحو الاصلاح

انعقدت جلسة لمجلس الوزراء بعد ظهر امس في السرايا واقرت المشاريع التي كانت على جدول الاعمال وبينها 50 مليار دولار لتغطية ما تبقى من الذين تضرروا في انفجار المرفأ. وتحدث الرئيس نجيب ميقاتي فقال ان مهمة هذه الحكومة وقف الانهيار. هذا التصميم على العمل انبرى له اصحاب محطات الوقود، فاقفلوا محطاتهم وعادت طوابير الذل تذكر اللبنانيين، بان وعود المنظومة لا تدعو الى الثقة.
تذرع اصحاب المحطات بعدم اصدار جدول الاسعار الذي تصدره وزارة الطاقة كل يوم اربعاء ويوقعه حصراً وزير الطاقة، وبما انه كان خارج لبنان ولم يفوض شخصاً مسؤولاً في الوزارة ينوب عنه في التوقيع اعطى الحجة لاصحاب المحطات ليتصرفوا بهذه السلبية غير المسؤولة والتي تستوجب تحرك القضاء. لقد عادوا الى اذلال المواطنين واكدوا لهم انه لا يمكن ان يثقوا بهذه الطبقة الحاكمة وان يصدقوا وعودها.
والحقيقة ان تصرف اصحاب المحطات يعود الى طمعهم في تحقيق المزيد من الارباح. لقد كانوا على علم بارتفاع الاسعار بعد ارتفاع سعر النفط في العالم وارتفاع سعر الدولار. فخزنوا البنزين والمازوت في محطاتهم لتحقيق ارباح اضافية، متجاهلين ان الاحتكار ممنوع ويعاقب عليه القانون.
وقابل تصرف اصحاب المحطات تحرك لمافيا الدولار فقفز قفزة كبيرة فجأة دون سبب، سوى جشع بعض المتاجرين بحياة الناس. ومعلوم انه مع كل هبة في سعر الدولار تهب الاسعار لدى التجار والسوبرماركت وتلهب الاسواق، وتحرق ما تبقى لدى الناس من قوة على مواجهة هذه الاطماع.
حذرنا مراراً من تحرك المافيات والمعرقلين الذين يحاربون اي اصلاح. فهم يريدون ان تبقى الساحة مفتوحة امامهم. وان تبقى الدولة عاجزة عن مواجهتهم وارادوا ان يثبتوا انه لا يمكن الوثوق بالمنظومة وان الحكومة لن تتمكن من كسب ثقة الناس.
كيف ستتصرف الحكومة، وخصوصاً وزير الطاقة، حيال هذه الهجمة التي تعكس الحرب الضروس التي سيشنها المعرقلون والمحتكرون لمنع الاصلاح؟ وعن اي وعود يتحدثون؟ وهل يعتقدون ان المواطنين بعد كل ما يرونه لا يزالون يثقون بالحكومة. لقد هللوا عند تشكيلها وظنوا ان مرارة الاوضاع ستمزج بحلاوة الاصلاح الذي تحدثوا عنه ولا يزالون، ولكنهم يثبتون يوماً بعد يوم ان المافيات اقوى. فالى متى ستستمر هذه الحرب؟
الحكومة تملك حق تطبيق القوانين وهو سلاح فعال. فلماذا لا تشهره بوجه كل من يحاول اعتراض مسيرتها. وعندها فقط تكسب ثقة الناس. فاما انها قادرة على الحكم وبقوة في وجه المعرقلين واما ان تستسلم وتعلن الفشل. اننا ننتظر التدابير التي ستتخذها الحكومة بحق الذين اعادوا المواطنين الى الطوابير والاذلال. فهي قادرة وبالقانون ان تلقن المعرقلين درساً قاسياً وتوقفهم عند حدهم، فهل تقدم ام انها ستتجاهل ما جرى؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق