سياسة لبنانية

الجماعة الإسلامية بين المستقبل وحزب الله

العلاقة بين تيار المستقبل والجماعة الإسلامية في حال جمود وانقطاع، وأي لقاء لم يحصل بين ممثل الجماعة في البرلمان النائب عماد الحوت والرئيس سعد الحريري خلال وجوده في بيروت. وتأخذ مصادر في الجماعة على الحريري وتياره:
– أنه داعم لنظام عبد الفتاح السيسي في مصر الذي تتهمه الجماعة بالانقلاب على الإخوان المسلمين واطاحة حكمهم.
– أنه ذهب الى الحوار مع حزب الله من دون مشروع ورؤية وهدف، في وقت يستنكف عن الحوار مع قوى سنية يحتاجها لأنه لم يعد بمقدوره منفرداً إدارة الوضع السني.
– أنه ذهب بعيداً في المطالبة بالدولة المدنية وتأييد مشروع الزواج المدني.
وأرسل الأمين العام للجماعة الإسلامية ابراهيم المصري، عبر قياديين في حماس، رسالة الى قيادة حزب الله يطلب إعادة فتح القنوات السياسية التي أغلقتها مواقف الجماعة من «الربيع العربي». واستمهل الحزب في تحديد موعد اللقاء وإحياء لجنة التواصل المشتركة التي كانت قائمة بين الحليفين السابقين، علماً بأن المصري لا يزال يتواصل مع قياديين في الحزب في إطار الصداقة الشخصية بينه وبينهم وفي المناسبات الاجتماعية.
وكان لافتاً البيان الأخير للمكتب السياسي للجماعة قبل حوالي أسبوع فللمرة الأولى كان صريحاً في تسمية «داعش» وانتقادها واعتبارها تشوّه صورة الإسلام.
وتواجه «الجماعة الإسلامية» مرحلة سياسية صعبة، نظراً للتطورات التي شهدتها المنطقة العربية وأدت الى إسقاط حكم «الإخوان» في مصر والحملة التي تعرض لها هؤلاء عربياً ودولياً. ويضاف إليها أيضاً استمرار الأزمة السورية وعدم سقوط النظام السوري، مما وضع «الجماعة» أمام تحديات كبرى على صعيد علاقاتها مع القوى السياسية اللبنانية المنقسمة بين تيارين: الأول متحالف مع النظام السوري والذي لا يمكن لـ «الجماعة» أن تعيد العلاقات الطبيعية معه في ظل استمرار هذه الأزمة. والتيار الثاني المتحالف مع السعودية ومصر ودول عربية أخرى تخوض حرباً قاسية ضد «الإخوان» في المنطقة، ممّا يجعل أيضاً استمرار العلاقة الطبيعية معه أمراً صعباً.
ويبدو أن خروج «الجماعة» من أزمتها المالية والأوضاع السياسية الصعبة أصبح مرتبطاً بالأوضاع في المنطقة والمصالحات التي يتم العمل لها بين تركيا وقطر ومصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق