صحة

طفلكِ أقصر من سواه؟ راجعي رسم النمو البياني…

هو قلبكِ وروحكِ وعمركِ وفلذة من كبدكِ لكنه، لسببٍ ما، لشيءٍ ما، أقصر من سواه! هو أصغر من زملائِهِ في الصف وأقصر من زملائِهِ في النادي الرياضي وأقصر من كثيرين كثيرين من عمرِهِ… لماذا هذا؟ سؤالٌ يُقلقك؟ القلقُ علامة اهتمام والبحثُ عن المشكلة علامة ثقافة والجوابُ قد يكون بداية حلّ، فاصغينّ إليه جيداً…

ثمة أمرٌ قد يغفل عنه كثيرون وهو قياس نمو الطفل… فهل قياسات طفلكِ صحيحة؟
تفعيل عمليتي مراقبة ومعاينة أطفالكن هو أكثر من ضروري. إنه الأساس في تكوين جسم سليم. ومن هذه النقطة، من أهمية هذا التفعيل، إنطلقت الجمعية اللبنانية لطب الأطفال و«نوفو نورديسك» في بحث المشاكل التي قد تعترض نمو الأطفال في شكل صحيح سليم… فماذا في التفاصيل؟
الدكتور وسام فياض، منسق لجنة اطباء الأطفال المتخصصين في أمراض الغدد الصماء في الجمعية اللبنانية لطب الأطفال شدد على أهمية «قياس نمو الطفل ومعاينته أثناء كل زيارة لطبيب الأطفال، خصوصا إذا ما لوحظ أنه صغير البنية بالنسبة الى عمره وأنه لا ينمو وفق المقاييس المتوقعة».
 
الاشارات الاولى المنذرة
ممتاز، الملاحظة ضرورية، لكن هل من إشارة أولى توقظ فينا ضرورة تكثيف هذه الملاحظة؟
لعلّ العلامة الأولى المنذرة باضطرابات النمو أن تكون ملابس الطفل لم تضق عليه، على الرغم من مرور عام وهو يرتديها. هذه إشارة. ثمة إشارة ثانية سهلة أيضاً فيها أن يكون أقصر بكثير من زملائه في الصف. في كل حال، توصي الجمعية اللبنانية لطب الأطفال بضرورة المراقبة الدورية للنمو مرة واحدة على الأقل في السنة، ويفترض تدوين الوزن والطول على رسم بياني للنمو بهدف كشف حدوث أي انحراف، ويفترض أيضاً وأيضاً أن يخضع الطفل الى تقويم سريري وفحوصات دم وفحوصات تحديد عمر العظام.
ما هي معدلات النمو الطبيعية وهل هناك أمراض معينة قد تتسبب بتأخر النمو لدى الأطفال؟
تختلف معدلات النمو الطبيعي حسب العمر، ففي السنة الأولى يجب أن ينمو الطفل 24 سنتمتراً، وفي السنة الثانية يتباطأ النمو ويبلغ 11 سنتمتراً، وفي السنة الثالثة تزيد قياسات الطفل ثمانية سنتمترات. وحين يبلغ سنته الرابعة ينمو سنوياً بمعدل وسطي يتراوح بين خمسة الى ستة سنتمترات ويظل هكذا حتى سن البلوغ، على أن ينمو فجأة عند سن البلوغ، في سن العاشرة للصبيان والثانية عشرة للبنات، نحو تسعة سنتمترات إضافية.
 
طفلك ولد بوزنٍ منخفض وبقصرٍ في الطول؟
هو سبب إضافي للتنبه له، لصحةِ نموه بالتحديد، منذ يومه الأول، لكن لا تهلعي لأن غالبية الأطفال الذين يولدون هكذا يستطيعون اللحاقِ بأقرانهم بحلول عامهم الثاني من دون أي تدخل طبي وعشرة في المئة فقط يعجزون عن ذلك.
الدكتور وسام فياض تحدث عن حملة قامت بها وزارة التربية في لبنان بالتعاون مع «الجمعية اللبنانية لطب الأطفال» و«نوفو نورديسك» قبل ثلاثة أعوام بينت «أن ثلاثة في المئة من الأطفال في مرحلتي الروضة والصفوف الإبتدائية في مدارس شمال لبنان الحكومية يعانون من قصر القامة مقارنة بالمعايير المحددة بحسب العمر والجنس، وقد أحيل 661 طفلاً ثبتت معاناتهم من قصر القامة الشديد للمتابعة الطبية».
الكشف المبكر إذاً، قبل انصهار العظام وتوقف النمو، مهم جداً من أجل علاج الولد باكراً والحصول على نتائج إيجابية. ويمكن أن يكون العلاج عبر تحفيز هورمون النمو وتناول هورمون النمو البشري الذي يتفاعل معه الأطفال بنسب مختلفة. ويُعطى هذا العلاج عادة عبر حقنات يومية. وهذا الهورمون يعزز وظائف الجسم ويضمن قوة وصحة العظام وتنظيم عملية الأيض في جسم الإنسان لا سيما التوازن بين العضل والدهون.
وماذا لو كان القصر وراثياً؟
علمياً، يفترض أن يصل الطول الطبيعي لأطفال من والدين قصيرين الى مستوى طول الوالد للصبي ومستوى طول الوالدة للفتاة.
وماذا بعد؟
أطفالكم عمركم ودقة الملاحظة قد تكون نواة تجنب مشكلة تدوم في عمر الطفل وتدوم وتدوم… 

نوال نصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق