دولياتعالم

جيوش «التحالف» تبحث تشكيل قوة برية لمواجهة داعش

يعقد رؤساء أركان جيوش 20 دولة، بينها العراق، اجتماعاً الثلاثاء في الولايات المتحدة لبحث جهود التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي. وقال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية، الفريق الركن محمد العسكري في تصريح صحافي، إن «رئيس أركان الجيش الفريق أول بابكر زيباري سيترأس وفد العراق في هذا الاجتماع».

وسيعقد الاجتماع الاستثنائي، الثلاثاء المقبل، في قاعدة اندروز الجوية قرب واشنطن.
وقال مسؤول في البنتاغون رافضاً ذكر اسمه، إن «الاجتماع ستحضره الدول الشريكة في التحالف إلى جانب قائد الجيش الأسترالي».
وذكر أن «الجنرال لويد اوستن، قائد القيادة الأميركية الوسطى، سيقدم خلال الاجتماع تقريراً حول الضربات بصفته المشرف على الحملة الجوية».
وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، قال الأربعاء الماضي، إن «اجتماعاً لرؤساء أركان القوات المسلحة لنحو 20 دولة سينعقد الأسبوع المقبل لبحث احتمالات تشكيل قوة برية لدعم عمليات القصف الجوي».
وصرح ديمبسي في وقت سابق عن «الحاجة إلى قوة برية ليس أميركية لمواجهة تنظيم داعش»، مشيراً إلى أن «الضربات الجوية لن تكون كافية للقضاء على داعش في العراق وسوريا».
من جهة أخرى، أكد مسؤولون في البنتاغون أن «القوات الحكومية العراقية بحاجة ملحة إلى التدريب لتتمكن من مواجهة تنظيم داعش في غرب البلاد حيث تبدو في وضع هش».

غارات جوية
في الاثناء، قالت القيادة المركزية الأميركية إن الجيش الأميركي نفذ ست غارات جوية على مقاتلي الدولة الإسلامية (داعش) قرب مدينة كوباني المحاصرة يومي الجمعة والسبت.
وأضافت القيادة المركزية في بيان إن طائرات أميركية وهولندية نفذت أيضاً ثلاث ضربات جوية على أهداف لتنظيم داعش في العراق بالقرب من تل عفر وهيت يومي الجمعة والسبت.
وتابعت القيادة إن طائرات أميركية نفذت عمليات عدة لإسقاط إمدادات من الجو لإعادة تزويد قوات الأمن العراقية تلبية لطلب الحكومة العراقية.
وأضافت أن إمدادات الغذاء والمياه والذخيرة اسقطت حول بيجي التي تضم أكبر مصفاة لتكرير النفط.
وأشار البيان إلى أن الغارات الجوية بالقرب من كوباني أصابت موقعاً عسكرياً لتنظيم الدولة الاسلامية – داعش ووحدتين قتاليتين صغيرتين وألحقت أضراراً بمنشأة قيادة وتحكم ودمرت ثلاث شاحنات.
الى ذلك، قالت وكالة الصحافة الفرنسية ان حملة الضربات الجوية في العراق وسوريا التي تشنها الولايات المتحدة على رأس ائتلاف دولي، تشكل فرصة ذهبية لصانعي الاسلحة الاميركيين.
ونقلت الوكالة عن ريتشارد ابو العافية نائب رئيس مجموعة تيل غروب للاستشارات «انها الحرب المثالية للشركات التي تتعامل مع الجيش وكذلك للمطالبين بزيادة الاموال المخصصة للدفاع».

نفقات الحرب
حملة الضربات الجوية على تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) تعني في الحقيقة نفقات بملايين الدولارات لشراء قنابل وصواريخ وقطع غيار للطائرات، وتؤمن حججا اضافية من اجل تمويل تطوير طائرات فائقة التقدم من مقاتلات وطائرات مراقبة وطائرات تموين.
وبدأت اسهم الشركاء الرئيسيين للبنتاغون في الارتفاع في البورصة منذ ان ارسل الرئيس باراك اوباما مستشارين عسكريين الى العراق في حزيران (يونيو) وواصلت ارتفاعها لاحقاً مع بدء الضربات الجوية في العراق في مطلع آب (اغسطس).
وخلال الاشهر الثلاثة الاخيرة على سبيل المثال، فان اسعار سهم شركة لوكهيد مارتن ارتفعت بنسبة 9،3%، فيما ارتفعت اسهم رايثيون ونورثروب غرامان 3،8% واسهم جنرال دايناميك 4،3%. وللمقارنة، فان مؤشر ستاندارد اند بورز لاكبر 500 شركة مالية اميركية تراجع خلال الفترة ذاتها 2،2%.
وتصنع لوكهيد مارتن بصورة خاصة صواريخ هيلفاير التي تجهز الطائرات بدون طيار القتالية «ريبر»  وطائرات الجيش العراقي.
وبعد ايام قليلة على توسيع الضربات لتشمل الشهر الماضي سوريا فازت شركة رايثيون بعقد بقيمة 251 مليون دولار لتسليم البحرية صواريخ كروز من طراز توماهوك.
واطلقت السفن الاميركية 47 صاروخ توماهوك خلال الليلة الاولى من الضربات في سوريا في 23 ايلول (سبتمبر)، وسعر كل منها حوالي 1،4 مليون دولار.
وان كان تأثير الضربات لا يزال حتى الآن محدوداً، الا ان المحللين يشيرون الى ان ذلك لم يضعف اقبال المستثمرين على توظيف اموال في شركات القطاع الدفاعي.
وقال لورين تومسون من معهد ليكسينغتون الذي يقيم علاقات كثيرة مع الصناعات الدفاعية ان الشركات المتعاقدة الكبرى «احوالها كلها افضل بكثير مما كان الخبراء يتوقعونه قبل ثلاث سنوات».

ارباح الشركات
ومع اندلاع الحرب واحتدامها فان هذه الشركات تجني ارباحاً، وليس فقط بفضل العقود التي توقعها مع الحكومة الاميركية، بل كذلك بفضل عقود مع بلدان اوروبية او عربية مشاركة في الائتلاف ضد تنظيم داعش تسعى لاعادة تشكيل مخزونها من الذخائر والاستثمار في قواتها الجوية، برأي المحللين.
والى سوق الطائرات الحربية، من المتوقع ان يسمح النزاع بتطوير اسواق طائرات التموين والمراقبة والطائرات بدون طيار التي تقوم حالياً بمهمات تعتبر اساسية في اجواء العراق وسوريا.
كذلك تبدي الشركات الامنية الخاصة التي ازدهرت في ظل الاحتلال الاميركي للعراق وافغانستان تفاؤلاً اذ تتوقع ان يفضي النزاع الحالي الى عقود جديدة لدعم القوات العراقية.
وفي نهاية المطاف، ان كان البنتاغون يستعد قبل عام لتخفيضات كبيرة في ميزانيته في اعقاب انتهاء الالتزام العسكري الاميركي في العراق وافغانستان، فان الحملة الجوية ضد تنظيم داعش وكذلك التوتر الناجم عن الازمة في اوكرانيا، سرعان ما بدلت المعطيات في واشنطن وول ستريت.
وقال ابو العافية ان «الاجماع يتجه على ما يبدو نحو زيادة في نفقات الدفاع ازاء الظروف الخطيرة التي نواجهها».
والى الانعكاسات الاقتصادية، فان الدافع الرئيسي خلف الحرب براي ابو العافية كان سياسيا مع تراجع عدد اعضاء الكونغرس الذين يدعون الى خفض النفقات العسكرية.
لكن يتحتم على الكونغرس من اجل المصادقة على زيادة النفقات الدفاعية التخلي عن قانون ينص على تحديد سقف لنفقات البنتاغون بحوالي 580 مليار دولار للعام 2014.
واثار هذا الموضوع توترا بين الجمهوريين والديموقراطيين لكن لورين تومسون يرى انه «من الصعب للغاية الرفض ان تكونوا في حالة حرب».

عواصم – «الاسبوع العربي»
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق