رئيسيسياسة عربية

إسرائيل تكثف غاراتها على غزة ومجلس الأمن يتجه للتصويت على مقترح يطالب بدخول المساعدات

فتحت إسرائيل الأحد معبراً مباشراً لإدخال المساعدات إلى غزة، للمرة الأولى منذ شنها حرباً قبل أكثر من شهرين على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة. في الوقت نفسه، صعدت هجماتها على القطاع الفلسطيني، قائلة إن الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. من جهتها، وصفت منظمة الصحة العالمية الأحد بـ«المفزع»، بسبب ما لحق بمستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة من «تدمير فعلي» جراء عملية للجيش الإسرائيلي. وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، عبرت عن قلق بلادها «البالغ» إزاء الوضع في قطاع غزة، مطالبة بـ«هدنة جديدة فورية ومستدامة».

أكبر نفق

في اليوم الثاني والسبعين للحرب بين إسرائيل وحماس التي انطلقت شرارتها في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد العثور على «أكبر نفق» حفر تحت قطاع غزة، ووفق مصور وكالة الأنباء الفرنسية فإن النفق مزود بخط أنابيب وبالتيار الكهربائي والتهوئة والصرف الصحي وشبكات الاتصالات وسكك حديد.
قال الجيش الإسرائيلي الأحد إنه عثر على «أكبر نفق» حفرته حماس تحت قطاع غزة المحاصر حيث تواصل إسرائيل ضرباتها على الرغم من الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار.
وتضمن بيان للقوات الإسرائيلية أن «هذه الشبكة الضخمة من الأنفاق المتشعبة إلى فروع عدة، تمتد على مسافة تزيد عن أربعة كيلومترات، ولا تبعد سوى 400 متر عن معبر إيريز»، المنفذ الوحيد لسكان غزة إلى إسرائيل.
وقال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري إن إجمالي طول النفق يصل إلى أربعة كيلومترات وهو ما يكفي للوصول إلى شمال مدينة غزة التي تحولت إلى منطقة قتال مدمرة بعدما كانت حركة حماس تدير شؤونها.
وقال هاغاري إنه «أكبر نفق عثرنا عليه في غزة… كان يستهدف معبر (اريز)»، دون أن يحدد ما إذا كانت حركة حماس قد استخدمته في هجوم السابع من تشرين الأول (اكتوبر).
وأضاف «استُثمرت ملايين الدولارات في هذا النفق. واستغرق بناء هذا النفق سنوات… وكان بإمكان المركبات المرور عبره».
ولم ترد حركة حماس على طلب من رويترز للتعليق على الرواية الإسرائيلية.
ويأتي الإعلان عن العثور على هذا النفق في اليوم الثاني والسبعين للحرب التي انطلقت شرارتها في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) بهجوم غير مسبوق شنّته حماس على إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة، أوقع نحو 1140 قتيلاً، غالبيتهم من المدنيين بحسب السلطات الإسرائيلية.
رداً على الهجوم، تعهدت إسرائيل «القضاء» على حماس وبدأت هجوماً واسع النطاق أدى لدمار هائل في قطاع غزة. وتسبب القصف بمقتل 18800 شخص على الأقل، نحو 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال، وفق حكومة حماس.
وعثر على النفق عناصر في الجيش الإسرائيلي الذي يشن منذ 27 تشرين الأول (أكتوبر) عملية برية في مجمل أنحاء القطاع بما في ذلك جنوبه حيث يحتشد مئات آلاف المدنيين الفارين من المعارك.
ونقلاً عن مصور وكالة الأنباء الفرنسية الذي سمح له بالذهاب إلى المكان، أن النفق مزود بخط أنابيب وبالتيار الكهربائي والتهوئة والصرف الصحي وشبكات الاتصالات وسكك حديد.
وتجدر الإشارة إلى أن تدمير الأنفاق يعتبر من أولويات العملية الإسرائيلية، في حين تفيد تقديرات معهد الحرب الحديثة في أكاديمية وست بوينت العسكرية الأميركية بوجود نحو 1300 نفق بطول 500 كيلومتر تحت غزة.

«حمام دم»

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس مقتل 90 فلسطينياً على الأقل في مخيم جباليا، مشيرة إلى أن «كثيرين ما زالوا تحت الأنقاض»، كما أدت غارات أخرى الى مقتل 12 شخصاً على الأقل في دير البلح.
والأحد، أعلنت  منظمة الصحة العالمية أن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي بشمال غزة استحال «حمام دم» وبات يحتاج الى «إعادة تأهيل» بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي.
وتتزايد الأزمة الإنسانية حدة في قطاع غزة، حيث نزح 1،9 مليون شخص يشكلون نحو 85 بالمئة من إجمالي عدد السكان، وفق أرقام الأمم المتحدة.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني «لن أتفاجأ إذا بدأ الناس يموتون من الجوع، أو جراء مزيج من الجوع والمرض وضعف المناعة».
وكانت الدولة العبرية سمحت الجمعة «موقتاً» بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي بين أراضيها والقطاع، نتيجة ضغوط دولية متزايدة، وذلك بعد اتفاق مع الولايات المتحدة لتخفيف الضغط عن معبر رفح.
وأفاد مسؤول في الهلال الأحمر المصري وكالة فرانس برس بدخول 79 شاحنة محملة مساعدات إغاثية قطاع غزة الأحد عبر معبر كرم أبو سالم.
من جهة أخرى، بدأت تعود تدريجياً ظهر الأحد الاتصالات التي انقطعت الخميس.

ضغط عسكري

إضافة الى الحرب في غزة، يستمر التوتر في الضفة الغربية المحتلة حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الأحد مقتل خمسة فلسطينيين خلال عملية للجيش الإسرائيلي في طولكرم.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، تشهد الحدود الشمالية للدولة العبرية مع لبنان، تبادلاً للقصف بشكل يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
وتجري كولونا الإثنين زيارة إلى لبنان ستدعو خلالها إلى خفض التصعيد على هذه الجبهة.
في إسرائيل، تزايدت الضغوط على الحكومة منذ الإعلان الجمعة عن قتل ثلاث رهائن عن طريق الخطأ بنيران جنود إسرائيليين ظنوا أنهم مقاتلين فلسطينيين.
وكان هؤلاء ضمن نحو 250 شخصاً تقدّر السلطات الإسرائيلية أنهم خطفوا في الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس. ووفق أرقام السلطات الإسرائيلية، ما زال 129 شخصاً محتجزين في القطاع.
الأحد اتهم شقيق ألون شمريز احدى الرهائن الثلاث الذين قتلوا عن طريق الخطأ، خلال مراسم جنازته الجيش الإسرائيلي «بالتخلي عنه وقتله».
بعد هدنة تم التوصل إليها في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) استمرت أسبوعاً، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن «الضغط العسكري» ضروري لإعادة الرهائن وكسر حماس.
في الموازاة، لمح نتانياهو الى إعادة تفعيل التواصل مع قطر لإبرام اتفاق بشأن الرهائن. وقال «لدينا انتقادات شديدة لقطر… لكننا نحاول الآن استكمال عملية استعادة رهائننا».
من جهتها، جددت الدوحة في بيان السبت تأكيد بذل «جهودها الدبلوماسية المستمرة لتجديد الهدنة الإنسانية».
لكن حماس أكدت معارضتها أي تفاوض من أجل تبادل الرهائن والأسرى ما لم يتوقّف تماماً «العدوان على شعبنا».

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق