رئيسيسياسة عربية

ليبيا: المئات يحتجون في درنة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين بعد الفيضانات المدمرة

احتج المئات في مدينة درنة بشرق ليبيا الإثنين تعبيراً عن غضبهم من السلطات وطالبوا بمحاسبة المسؤولين بعد أسبوع من مقتل الآلاف من سكان المدينة في سيول وفيضانات أتت على أحياء بأكملها. وطالب المحتجون بمحاسبة مسؤولين منهم رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح خلال المظاهرة أمام مسجد الصحابة. وتأتي المظاهرة في حين يواصل عناصر الإغاثة البحث عن آلاف المفقودين الذين يعتقد أنهم باتوا في عداد الأموات من جراء الفيضانات.
نظم سكان درنة في شرق ليبيا الإثنين، مظاهرة احتجاجية مطالبين بمحاسبة السلطات بعد فيضانات مدمرة أوقعت آلاف القتلى في المدينة.
وتجمع مئات من السكان أمام المسجد الكبير في المدينة هاتفين شعارات مناهضة لسلطات الشرق الليبي التي يجسدها البرلمان ورئيسه عقيلة صالح.
وهتف متظاهرون «الشعب يريد إسقاط البرلمان» و«لا إله إلا الله عقيلة عدو الله» و«اللي يسرق واللي خان يشنق في الميدان».
وفي بيان باسم «سكان درنة» تلي خلال المظاهرة، دعا المتظاهرون «النائب العام في دولة ليبيا بالإسراع بنتائج التحقيق في الكارثة التي حلت بمدينة درنة، واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية كافة ضد كل من له يد في إهمال أو سرقات أدت إلى هذه الكارثة دون التستر على أي مجرم».
كذلك طالبوا «مكتب الدعم في ليبيا التابع لهيئة الأمم المتحدة بفتح مكتب له بمدينة درنة وبشكل عاجل»، وبـ«البدء الفعلي والعاجل بعملية إعادة إعمار مدينة درنة وتعويض المتضررين».
إلى ذلك طالب البيان بـ«حل مجلس وحكماء مدينة درنة وإعادة تشكيله من داخل المدينة» وبـ«التحقيق في الميزانيات السابقة التي خصصت للمدينة».
وتوجه عدد من المتظاهرين إلى منزل قيل إنه لرئيس البلدية عبد المنعم الغيثي، حيث عمدوا إلى إضرام النار هاتفين: «دم الشهداء ما يمشيش هباء»، وفق مشاهد تم تداولها بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي وبثتها وسائل إعلام ليبية.
بعد ساعات قليلة على المظاهرة أعلن رئيس حكومة شرق البلاد أسامة حماد حل المجلس البلدي في درنة وأمر بفتح تحقيق بشأنه، وفق ما أفاد تلفزيون «المسار» الليبي.

خطر الأمراض

وبحسب سياسيين ومحللين، أسقطت صيانة البنى التحتية الحيوية في ليبيا على غرار سدي درنة اللذين انهارا من جراء الفيضانات، من أولويات السلطات بسبب الفوضى العارمة السائدة في البلاد.
وفي المدينة البالغ عدد سكانها 100 ألف نسمة والمطلة على البحر الأبيض المتوسط في شرق البلاد، تسببت الفيضانات الناجمة عن انهيار سدين تحت ضغط الأمطار الغزيرة التي حملتها العاصفة دانيال في 10 أيلول (سبتمبر)، في وفاة ما يقرب من 3338 شخصاً وفقاً لآخر حصيلة رسمية موقتة أعلنها وزير الصحة في الشرق الليبي عثمان عبد الجليل، وخلفت مشهداً يذكر بساحة حرب طاحنة.
وليبيا غارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتتنافس على السلطة فيها حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقراً ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حماد وهي مكلفة من مجلس النواب ومدعومة من الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.
وتأتي المظاهرة في حين يواصل عناصر الإغاثة البحث عن آلاف المفقودين الذين يعتقد أنهم باتوا في عداد الأموات من جراء الفيضانات.
والإثنين أعلنت الأممم المتحدة ان وكالاتها وخصوصاً منظمة الصحة العالمية تحاول «منع انتشار الأمراض وتجنب أزمة مدمرة ثانية في المنطقة».

منصة لتسجيل المفقودين

وتوقعت وكالات تابعة للأمم المتحدة ومسؤولون ليبيون ارتفاع حصيلة القتلى. وقال الهلال الأحمر الليبي إنه أنشأ منصة لتسجيل المفقودين، داعيا السكان إلى تقديم معلومات عمن فقد أثرهم.
وفي المدينة، شوهدت الإثنين جرافات وعمال يحاولون إزالة الوحول من باحة مسجد وسط رائحة كريهة، وفق ما أفادت مراسلة في وكالة الأنباء الفرنسية.
وفي الجانب الآخر، جثت امرأة مسنة تصلي من أجل أبنائها وأحفادها الذين لقوا حتفهم في الكارثة.
وفي ميناء درنة، كان فريقا الإغاثة الليبي والإماراتي ينسقان جهودهما من أجل انتشال جثث من البحر.
في الوقت نفسه، تعمل فرق غوص تركية وروسية على محاولة العثور على جثث في أماكن مختلفة من الميناء حيث صبت السيول الجارفة مع كل ما حملته في طريقها.
بعد انهيار السدين ليل الأحد الإثنين 11 أيلول (سبتمبر)، جرفت المياه التي ارتفعت أمتاراً عدة، أجزاء من المدينة الساحلية في ما وصفه البعض بأنه «تسونامي». ويتم يومياً انتشال عشرات الجثث المطمورة تحت أنقاض الأحياء المدمرة أو التي جرفها البحر ودفنها في مشهد مروع.
وذكرت وسائل إعلام مصرية رسمية أن حاملة طائرات هليكوبتر مصرية ستكون بمثابة مستشفى ميداني وصلت الأحد إلى شرق ليبيا وعلى متنها فرق إغاثة وإنقاذ.
والإثنين أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان عن مساعدات إنسانية لليبيا بـ11 مليون دولار.
كذلك، أعلنت فرنسا التي نشرت مستشفى ميدانيا وأرسلت عمال إنقاذ إلى درنة، أنها ستخصص أيضاً «4 ملايين يورو للأمم المتحدة للمساعدات الطارئة وإعادة الإعمار في ليبيا».
وأعلن الاتحاد الأوروبي من جهته صرف 5،2 ملايين يورو للمساعدات الإنسانية في ليبيا.

فرانس 24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق