رئيسيسياسة عربية

المرجعيات السعودية تستنكر الحادث وتعتبره مثيراً للفتنة: تسعة قتلى في عملية ارهابية بالاحساء

تسعة  قتلى، وعدد كبير من الجرحى حصيلة اعتداء طاول حسينية شيعية في منطقة الاحساء السعودية. وعكر صفو تلك المنطقة التي يواصل سكانها البحث في سبل تنسيق الجهود من اجل تجاوز الصعوبات التي تواجهها المنطقة، وخصوصاً ما يتعلق بتطورات الموقف على الارض اليمنية.

الحادثة التي استنكرتها اعلى المرجعيات الدينية في المملكة، حظيت باهتمام شعبي واسع، لجهة القناعة بان من ارتكبها يريد زرع الفتنة بين ابناء الشعب الواحد. وبالتالي اتسعت دائرة الاستنكار لتشمل طول البلاد وعرضها. وسط تحذيرات رسمية وشعبية من افساح المجال لمن يريدون تعزيز الطائفية من الحصول على مرادهم.
فقد قتل شرطيان وشخصان مشتبه بهما في العملية الامنية التي اعقبت هجوماً على احدى حسينيات الشيعة اوقع خمسة قتلى في شرق السعودية مساء الاثنين الفائت، وفق ما اعلن متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية الثلاثاء.
وجرى تبادل لاطلاق النار بين قوات الامن ومطلوبين اختبآ في منطقة القصيم شمال الرياض بعد هجوم اعقب الحادث. واصيب شرطيان كذلك بجروح.
وقال المتحدث انه تم في ست مدن سعودية توقيف 15 شخصاً «ممن لهم علاقة بالجريمة الإرهابية بقرية الدالوة بمحافظة الاحساء».
وفي وقت سابق، أعلنت السلطات السعودية، القبض على ستة اشخاص مرتبطين بالهجوم الذي استهدف خلال الليل مجموعة من الشيعة في المنطقة الشرقية بالمملكة، واصفة الحادث بأنه «جريمة إرهابية».

عمليات امنية
وقال المتحدث الامني باسم وزارة الداخلية في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية إن القاء القبض على الستة حصل خلال «عمليات أمنية متزامنة تم تنفيذها في محافظة شقراء بمنطقة الرياض ومحافظتي الأحساء والخبر بالمنطقة الشرقية».
وفي تفاصيل الحادث، قتل خمسة سعوديين على الأقل في مدينة الأحساء، اثر تعرضهم لإطلاق نار داخل حسينية كانوا يتواجدون فيها لإحياء يوم «عاشوراء». وداهم عدد من المسلحين الحسينية وأطلقوا النار بشكل عنيف ومباشر على المتواجدين داخلها، ثم لاذوا بالفرار، ما أدى الى مقتل خمسة أشخاص، وإصابة آخرين جرى نقلهم من قبل الجهات المختصة إلى المستشفى.
وقال متحدث باسم الشرطة في بيان رسمي انه واثناء خروج مجموعة من المواطنين من احد المواقع بقرية الدالوة بمحافظة الاحساء، بادر ثلاثة اشخاص ملثمين باطلاق النار باتجاههم من اسلحة رشاشة ومسدسات شخصية ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص واصابة تسعة، بدون أن يحدد هذا الموقع.
ولم يورد المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية أي توضيح حول دوافع المهاجمين، مكتفياً بالقول إنهم «ترجلوا من سيارة توقفت بالقرب من الموقع” وفتحوا النار على المجموعة. وأن شرطة الاحساء باشرت في اجراءات الضبط الجنائي للجريمة والتحقيق فيها».

استنكار
من جانبها، استنكرت اعلى هيئة دينية في المملكة هذا الهجوم ووصفته بـ «الاجرامي». وعبرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء عن «استنكارها الشديد للحادث الإجرامي الذي وقع بمحافظة الأحساء»، حسب ما نقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية.
وقال الأمين العام للهيئة الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد، إن هذا الحادث الإجرامي اعتداء آثم وجريمة بشعة يستحق مرتكبوه أقسى العقوبات الشرعية لما انطوى عليه من هتك للحرمات المعلومة بالضرورة من هذا الدين، ففيه هتك لحرمة النفس المعصومة وهتك لحرمات الأمن والاستقرار وحياة المواطنين الآمنين المطمئنين وهتك للمصالح العامة.
ودعا البيان جميع السعوديين ليكونوا «صفاً واحداً تجاه هؤلاء المجرمين الخونة لتفويت الفرصة على أعداء هذا الدين، وهذا الوطن الذي يطمعون في النيل من وحدته واستقراره». بدوره، وصف مفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الهجوم بالاعتداء الغاشم والمنفذين بـ «أصحاب القلوب المريضة» التي تريد إشعال الفتنة بين الناس.
الى ذلك، وفي تصريحات لاحقة، أكدت وزارة الداخلية السعودية أن الهجوم الذي وقع مساء الاثنين في محافظة الإحساء في شرقي المملكة نفذه أشخاص ينتمون إلى تنظيم القاعدة.
وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء منصور التركي في تصريحات صحفية إن الذي قبض عليهم على خلفية الهجوم والبالغ عددهم 15 شخصاً هم ممن يعتنقون الفكر الضال، وهو تعبير يستخدم للإشارة إلى تنظيم القاعدة. وشدد التركي على أن الأجهزة الأمنية تمكنت في أقل من 24 ساعة من رصد ومتابعة المتورطين في الهجوم في ست مدن، في مناطق الرياض والقصيم والمنطقة الشرقية.

الرياض -«الاسبوع العربي»

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق